دليل التحليل المالي للشركات الصغيرة

التحليل المالي يعتبر أداة أساسية لفهم وتقييم أداء الشركات والمؤسسات المالية، ويهدف إلى تقديم رؤية شاملة للوضع المالي والأداء الاقتصادي للشركة.

ويشمل التحليل المالي عدة مؤشرات مالية مثل الربحية والسيولة والديون وغيرها، مما يساعد في اتخاذ القرارات الاستثمارية والتخطيط المالي

التحليل المالى للشركات الصغيرة

في البحث عن وظيفة محلل مالي، نشرت إحدى الشركات الصغيرة إعلاناً تبحث فيه عن شخص يمكنه العمل مع فريق الإدارة المالية لإعداد التقارير المالية، وتحليل القوائم، ومراجعة التكاليف وإعداد القوائم المالية الشهرية، وتحليل وتفسير القوائم المالية، للنظر إلى الأداء المالي السابق والتأثير الإيجابي على “الاحتمالات المستقبلية المالية”.

وسيقوم هذا المحلل بمقارنة النتائج الفعلية بالميزانيات والتوقعات لتحديد الأداء المالي، وسيقوم بمراجعة التكاليف بانتظام وإجراء تحليل المشروع، وإعداد الجداول المالية وعمليات الميزانية ، وسيقوم بدمج القوائم المالية والتشغيلية التاريخية.

وتوفر وصف هذه الوظيفة مقدمة رائعة لما تندرج عليه تحليل القوائم المالية للشركات الصغيرة.

ما هو تحليل القوائم المالية؟

كما تبين من وصف الوظيفة، فإن تحليل القوائم المالية هو مراجعة الأداء المالي السابق، ومقارنة الميزانيات بالنتائج الفعلية، ومراقبة التوقعات المالية لتزويد الشركات الصغيرة بالقوائم التي تحتاجها لاتخاذ قرارات رشيدة، ومساعدة الشركة على فهم أين تقف مالياً للتخطيط للمستقبل القصير والبعيد.

أساسيات تحليل القوائم المالية للشركات الصغيرة

من الأفضل، يجب على الشركات الصغيرة تحليل أوضاعها المالية كل أسبوع.

فهناك صلة قوية بين مراقبة رواد الأعمال وفهم الحالة المالية لشركتهم وبين الشركات الناجحة والنامية، وقد اشارت دراسة حديثة أن 78% و92% من الشركات ذات الحالة المالية الفوق المتوسطة والممتازة، على التوالي.

كانت لها دخل سنوي يبلغ ما لا يقل عن مليون جنيه، بينما كان لدى 40% من الشركات ذات الحالة المالية السيئة ، عائدات تقل عن 100,000 جنيه.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن 90% من المؤسسات ذات الحالة المالية الممتازة تبني دائماً ميزانية جيدة وتمتلك حسابًا بنكيًا منفصلاً لرواتب الموظفين، وبالمقارنة مع 5% فقط من أولئك الذين لديهم حالة مالية سيئة.

ما الذي تحتاج إليه لإجراء التحليل المالي؟

لإجراء تحليل مالي، تحتاج الشركة إلى جميع بياناتها التاريخية، وتتبع كل الإيرادات والمدفوعات والودائع والفواتير وسجلات مصروفات النشاط لأنك ستحتاج إلى تلك المعلومات لإنشاء القوائم المالية الصحيحة، وتشمل القوائم المالية الأكثر أهمية: قائمة الدخل والميزانية وقائمة التدفق النقدي، بالإضافة إلى تقارير الحسابات المدينة وتقارير الحسابات الدائنة وتقارير المخزون.

افحص الأرقام في تلك القوائم بعناية لاكتشاف أي شيء لا يبدو منطقيًا أو يختلف عن الأسابيع / الشهور السابقة، ويمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشكلة أو كشف تغيير يجب على الشركة القيام به لتوفير المال أو دفع نمو المبيعات، فستساعدك هذه المعلومات في التقييم لحالة الشركة المالية – وهوامش الربح واستخدام رأس المال – وتوفير أساس للعديد من المقاييس التفصيلية الأخرى لاتخاذ القرارات المصيرية للشركة.

لماذا تحتاج إلى إجراء تحليل مالي؟

من المؤكد إن الشركات الصغيرة ذات الحالة المالية الجيدة لديها أربعة أشياء مشتركة: لديها معرفة وخبرة قوية بأنواع مختلفة من التسهيلات المصرفية، وتحتفظ بمستوى أعلى من الرصيد الائتماني غير المستخدم، وتقوم بإعداد ميزانية بانتظام وتوفر نقداً مخصصاً لالتزامات الرواتب.

أظهرت تلك الدراسة أن هناك “ترابطاً مباشراً بين إدارة الأمور المالية والحالة المالية للشركات الصغيرة”، والقدرة على فهم الموقف المالي

– واتخاذ القرارات استناداً إلى الأرقام – ومن الممكن أن يحدث الفارق في قدرة الشركة على البقاء على قيد الحياة والنمو، فالعوامل والمقاييس التي يجب تتبعها في التحليل تشمل الأرباح ودورة التدفق النقدي ومتطلبات رأس المال العامل والأصول المتداولة / شبه المتداولة المتاحة والقروض لتمويل الأعمال / التوسع.

المكونات الرئيسية للتحليل المالي

إن إنشاء القوائم المالية الدقيقة للعمل هى الخطوة الأولى في التحليل المالي السليم، فكل قائمة توفر معلومات يمكن استخدامها لتحليل وضع الأعمال المالي، وهناك أربعة قوائم تحتاجها كل شركة هي: قائمة الدخل، والميزانية، وقائمة التدفق النقدي، وقائمة الأرباح المحتجزة.

قائمة الدخل

توضح قائمة الدخل، الدخل الصافي أو الخسارة الصافية للنشاط – فإذا تجاوزت المصروفات الإيرادات، فسوف ترى خسارة صافية والعكس صحيح،

ويتم قياس ذلك من خلال حساب هوامش الربح، بما في ذلك الهامش الإجمالي للربح، وهامش الربح التشغيلي والهامش الصافي للربح ولكى تكون الشركة قوية، لا ينبغي أن تتغير هذه المقاييس كثيرا عاما بعد عام.

وللحصول على الهامش الإجمالي للربح، تقوم الشركة ببساطة بقسمة الربح الإجمالي على المبيعات وضرب هذا العدد في 100.

لنقل أن هناك مخبز حلويات لديه ربح إجمالي بقيمة 800 جنيه و1000 جنيه من الإيرادات؛ فإن هامش الربح الإجمالي هو 80٪، وهذا يعني أن التكاليف المباشرة للإنتاج هي 20٪ من الإيرادات،

ويتبقى 80٪ لتغطية المصروفات الأخرى وتوزيع الأرباح على أصحاب النشاط، فالهوامش الإجمالية للربح الأعلى تكون جيدة – فإنها تشير إلى أن الشركة تحول منتجاتها بكفاءة إلى أرباح.

الرقم الثاني الذي يجب النظر فيه هو هامش الربح التشغيلي، والذي يعد مؤشرا جيدا على ما إذا كانت الشركة تحقق أرباحا من نشاطها الأساسي ومدى كفاءة إدارتها،

ويتم حساب هامش الربح التشغيلي عن طريق أخذ الأرباح قبل الفائدة والضرائب، وقسمة ذلك على الإيرادات وضرب هذا العدد في 100.

إذا كان لدى مخبز الحلويات 500جنيه من الأرباح التشغيلية و 1000 جنيه من الإيرادات، فإن هامش الربح التشغيلي هو 50٪، وهذا يعني أن 50٪ من إيرادات الشركة متاحة لدفع التكاليف غير التشغيلية، فزيادة الهوامش التشغيلية يمكن أن تشير إلى إدارة وضوابط أفضل للتكاليف داخل الشركة.

وأخيرًا، فإن الهامش الصافي للربح هو دليل على النجاح العام للنشاط، ويشير الهامش الصافي للربح الأعلى إلى أن الشركة تحوّل المبيعات بكفاءة إلى ربح، فيجب قياس هامش الربح ضمن سياق الصناعة المحددة التي تعمل فيها الشركة.

ولحساب هامش الربح الصافي، قسّم الربح الصافي على المبيعات وضرب النتيجة في 100، إذا كان لدى مخبز الحلويات 400جنيه من الربح الصافي و1000 جنيه من الإيرادات، فإن هامش الربح الصافي هو 40٪، وهذا يعني أن الشركة تكسب 40 قرشاً من الربح مقابل كل جنيه من الإيرادات.

الميزانية العمومية

توضح تحليلات الميزانية إلى مدى كفاءة الشركة في استخدام رأس المال الخاص بها، والأسباب التي قد تجعل الشركة تقترض الأموال وما إذا كان هذا الاقتراض مبررًا عند التحليل المالي.

فهناك حسابان يتم استكمالهما باستخدام معلومات من قائمة الدخل والميزانية وهما نسبة عائد الأصول ونسبة رأس المال العامل، ويتم العثور على نسبة عائد الأصول عن طريق قسمة الربح بعد الضريبة على الأصول الإجمالية وضرب تلك النسبة بمئة.

لذلك، إذا كان المخبز قد حقق 400 جنيه كصافي ربح ولديه 10,000 جنيه في الأصول، فسيجعل ذلك نسبة عائد الأصول 4٪، لكل جنيه في الأصول، فقد حقق أربعة قروش من الربح، ويمكن للشركة مقارنة تلك النسبة بالمخابز الأخرى ومدى كفاءتها في تحويل الأموال المستثمرة في الأصول إلى أرباح.

وهناك مقياس مالي مهم آخر هو نسبة رأس المال المتداول كنسبة مئوية من المبيعات، على سبيل المثال، تظهر نسبة رأس المال العامل ورأس المال العامل كنسبة مئوية من المبيعات كيفية استخدام الشركة لرأس المال الخاص بها وأيضًا السيولة الخاصة بالشركة.

وللحصول على نسبة رأس المال العامل، قم ببساطة بقسمة الأصول المتداولة على الخصوم المتداولة، وعند وجود نسبة أقل من واحد فهي علامة تحذير من مشاكل التدفق النقدي، بينما إذا كانت نسبة تقريبية تبلغ حوالي اثنين فتشير إلى سيولة قوية قصيرة الأجل، فإذا كان لدى المخبز 10,000جنيه في الأصول و5,000 جنيه في الخصوم المتداولة، فإن نسبة رأس المال العامل لديها هي 2.

ويمكن للشركة قياس مدى كفاءة استخدامها لهذا الرأسمال في تحقيق المبيعات من خلال تقييم دوران رأس المال العامل، فيمكنك حساب دوران رأس المال العامل عن طريق أخذ الإيرادات السنوية الصافية وقسمتها على المبلغ المتوسط لرأس المال العامل لنفس العام، فإذا كانت النسبة أقل فتشير إلى أن الشركة لا تعمل بكفاءة.

قائمة التدفق النقدي

وتستخدم لقياس القدرة على السداد، واستخدم قائمة التدفق النقدي من المؤكد، سيشير حساب تدفق النقد التشغيلي إلى مدى سهولة قدرة الشركة على تغطية التزاماتها الحالية، وللحصول على نسبة تدفق النقد التشغيلي، نقوم بقسمة إجمالي تدفق النقد من العمليات في قائمة التدفق النقدي على التزاماتها الحالية (الحسابات المدفوعة، الديون، والتزامات أخرى).

إذا كان لدى الشركة 10,000 جنيه من الأصول ولكن 5,000 جنيه منها هو تدفق النقد التشغيلي، و 5,000 جنيه من الالتزامات، فإن نسبة تدفق النقد التشغيلي هي 1، فسوف تكسب الشركة جنيها واحداً مقابل كل جنيه من الالتزامات، وبشكل عام فإن تدفق النقد الإيجابي هو شيء جيد، بالطبع، وتريد الشركة أن تمتلك ما يكفي من النقد لتغطية التزاماتها، ولكن بالنظر في قائمة التدفق النقدي بشكل أعمق يمكن أن يسلط الضوء على بعض الجوانب الهامة، فيمكن أن يكون تدفق النقد التشغيلي الإيجابي وتدفق النقد السلبي على التوالي إشارة إلى وجود مشاكل – فقد تكون الشركة تبيع الأصول من أجل دفع مصروفاتها التشغيلية، وهو ما قد يصبح غير قابل للاستمرار بسرعة.

وتدفق النقد السلبي ليس دائماً سيئاً أيضاً، ويعني تدفق النقد السلبي الاستثماري أن الشركة تقوم بالاستثمار في الممتلكات والمعدات لإنتاج المزيد من منتجاتها، وهو المفتاح للنظر في جميع التدفقات النقدية التي تدخل خلال العام – وما الذي يدفع النقد الحالي، وما الذي يستوعب النقد وهل تكون تدفقات النقد الواردة أكبر من تدفقات النقد الصادرة؟

حساب توقعات المبيعات

باستخدام المعلومات الدقيقة من هذه القوائم المالية، يمكن للشركة إنهاء واحدة من أهم التوقعات وهى: توقعات المبيعات، ويتيح ذلك للشركة إقامة تواصل بين المبيعات والمصروفات التي تساعد في كيفية اتخاذ القرارات التجارية في المستقبل، ويجب عليك تقسيم المبيعات إلى وحدات وسعر لكل وحدة، لمعرفة ما إذا كان السعر أو الحجم أو كلاهما سبباً في الفجوة بين النتائج المتوقعة والنتائج الفعلية.

في توقعات المبيعات البسيطة، فمخبز الحلويات قد باع كمية الكيك كب وتخطط الى تغير السعر شهرا بعد شهر، على سبيل المثال، في عيد الربيع في شهر مارس، باع ثلاثة أضعاف كمية الكيك كب مقارنة بشهر يناير، ويساعد هذا الأمر الشركة في تخطيط احتياجات المخزون والموظفين وتحديد الأسعار.

حساب المدفوعات النقدية

يمكن أن تعطي هذه القوائم فكرة جيدة للشركات الصغيرة عن كمية المال التي ستحتاج إلى إنفاقها ثم التخطيط وفقًا لذلك، والمدفوعات النقدية هي: عندما تستخدم المؤسسات النقد أو ما يعادلها نقداً لدفع مصروفات مثل المواد الخام والعمالة وتكاليف التصنيع العامة (باستثناء الاهلاك لأنه ليس تدفق نقدي) وتكاليف أخرى، وتُسجل المدفوعات النقدية في دفتر الأستاذ العام.

وبالنسبة للشركات الصغيرة وعند التحليل المالي، يمكن أن يظهر تحليل المدفوعات النقدية بشكل منتظم في الدفعات إلى الموردين ويمكن أن يساعد ذلك في منع الدفعات المكررة أو الدفعات الزائدة.

على سبيل المثال، يحصل مخبز الحلويات على الدقيق من مورد، وقد اتفقا على شروط الدفع المبكر بتوفير 5٪ على فواتيرها الشهرية، ولكن في يناير، لم تقم بالدفع المبكر ولم تستفيد بالدفع المبكر الإضافي الذي طلبته لموسم الربيع في مارس.

قائمة الأرباح المحتجزة

تظهر قائمة الأرباح المحتجزة كمية الأرباح الباقية في الشركة والكمية التي توزع على أصحاب النشاط، تظهر قائمة الأرباح المحتجزة الأرباح المحتجزة الأساسية للسنة الحالية، والدخل الصافي، والأرباح الموزعة على أصحاب النشاط ورصيد الأرباح المحتجزة في نهاية السنة المالية.

على سبيل المثال، قام مخبز الحلويات بالافتتاح هذا العام ولم يكن لديه أرباح، لذلك بدأ برصيد 0 جنيه، وحقق 1000 جنيه من الإيرادات، فقام بدفع 250 جنيها للمالك وجد المالك الذي أقرضه المال لبدء العمل، وهذا يعني أن الأرباح المحتجزة للسنة هي 500 جنيه.

كيفية استخدام نتائج تحليل القوائم المالية

يوضح تحليل الاحتياجات المالية مؤشرات الحالة المالية للشركات الصغيرة، وإن رواد الأعمال والمستثمرين لا ينبغي أن يضعوا الكثير من الضغوط على نمو الإيرادات كمؤشر على الحالة المالية، فإن التخطيط المالي والإدارة الأفضل تسهم في الحصول على درجة الحالة المالية المثلى، وستمنح الانضباط في البحث في الأرقام وتحليل المقاييس التي تشير إلى الأرباح والكفاءة والسيولة التي تحتاجها الشركات الصغيرة لاتخاذ قرارات تجارية سليمة.

وأخيراً

فإن وجود بيانات دقيقة لإنشاء التقارير المالية وإجراء توقعات المبيعات هو أساس التحليل المالي القوي لمساعدة الشركة في تحديد متى يجب توظيف المزيد من الأشخاص وشراء المزيد من المخزون تخفيض المصروفات وما إلى ذلك.

This is the title

  • This is the address