يعد فهم معنى الإيرادات العامة والنفقات وتأثير كل منهما امرا أساسياً للتقدم في هذا المجال .
فهي تمثلان جزءاً أساسياً من العمليات المالية للأفراد والشركات والدول.
مفاهيم الإيرادات والنفقات ليس مقتصرًا على الخبراء في مجال الاقتصاد فحسب، بل يعتبر أمرًا أساسيًا لكل فرد يسعى لفهم مواضيع مالية متعلقة بأموره الشخصية، وهذا يعتبر فرصة لتعزيز الوعي المالي الشخصي وتحقيق التوازن المالي الشخصي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تمر بها المجتمعات.
إن الاستشراف في علم الاقتصاد يعتبر ضرورة لجميع الأفراد، سواء كانوا يديرون أعمالهم الخاصة أو يسعون لفهم تأثير الظروف الاقتصادية على دخلهم ونفقاتهم الشخصية.
تعريف الإيرادات العامة .
الإيرادات هي المبلغ الإجمالي للدخل الذي يحققه الفرد أو الشركة، ويمكن أن يتألف هذا الدخل من عدة مصادر مختلفة،
مثل عائدات بيع السلع أو تقديم الخدمات. وبشكل مختصر، يمكن وصف الإيرادات بأنها “إجمالي دخل المبيعات“. وتعرف أيضًا بمصطلح “السطر الأعلى” نظرًا لتوضعها في الجزء العلوي من بيان الدخل.
الفرق بين الإيرادات والدخل .
غالبًا ما يرتبط الدخل والإيرادات بمفهوم متشابه في الوعي الشائع، حيث يفهمان عمومًا بأنهما يشيران إلى التدفق المالي. ومع ذلك، هناك فارق أساسي بينهما في السياق المالي.
في السياق المالي، يشير مصطلح “الدخل” إلى الحد الأدنى أو صافي الدخل، حيث يعبر عن المبلغ الناتج بعد استقطاع جميع النفقات من الإيرادات.
بينما تعني الإيرادات الإجمالية للدخل دون أي استقطاعات. وعادة ما يظهر صافي الدخل في بيان الدخل للشركة، ويعتبر مؤشرًا هامًا لربحية الشركة.
في العملية، الدخل جزء من الإيرادات، وعادةً ما تكون الإيرادات أكبر من الدخل، إلا في حالات معينة مثل حين يكون الدخل مستمدًا من مصادر غير مبيعية، مثل الاستثمارات الجانبية.
بشكل أساسي، يمكن اعتبار الدخل جزءًا من الإيرادات، وأن الإيرادات بشكل عام أكبر قيمة من الدخل.
أنواع الإيرادات .
1- الإيرادات التشغيلية .
تشير هذه الإيرادات إلى الدخل الناتج عن الأنشطة التجارية الأساسية للشركة أو المؤسسة، وتعد هذه الإيرادات جزءاً كبيراً من إجمالي الإيرادات أو الربح، نظراً لارتباطها المباشر بالأنشطة الرئيسية للشركة.
مثال على الإيرادات التشغيلية .
يمكن أن تتكون الإيرادات التشغيلية لشركة توصيل من رسوم خدمة التوصيل التي تقدم للعملاء، بينما تأتي إيرادات الطبيب من الخدمات الطبية التي يقدمها لمرضاه.
2– الإيرادات الغير تشغيلية .
تعرف الإيرادات الغير تشغيلية بأنها الدخل الناتج من الأنشطة التي تختلف عن العمليات الأساسية للشركة أو المؤسسة. تُكمل هذه الإيرادات الإيرادات التشغيلية، وتتسم بندرة وبساطة نسبيًا في إجمالي الإيرادات.
تشمل الإيرادات الغير تشغيلية عوائد الاستثمارات الغير مباشرة، بيع أصول الشركة، وتعويضات قانونية. عادةً ما تعتبر هذه الإيرادات غير مستدامة وتأتي بشكل عشوائي.
مثال على الإيرادات الغير تشغيلية:
على سبيل المثال، قد تأتي التبرعات التي يتلقاها الجامعات الخاصة من أولياء الأمور أو الخريجين كإيرادات غير تشغيلية. وذلك لأنها ليست جزءًا من الدخل الذي يتم جنيه من الخدمات التعليمية الأساسية التي تقدمها الجامعة.
ملحوظة: يتشابه مصطلح الدخل ومصطلح الإيرادات الغير تشغيلية في نقطة واحدة، وهي ندرتهما وعدم ثباتهما. ومع ذلك، يبقى كل منهما مفهومًا فريدًا بذاته، يختلف عن المصطلح الآخر وله استخدامه الخاص في السياق المالي.
من ناحية أخرى يمكن تقسيم الإيرادات إلى نوعين آخرين وهما:
1- الإيرادات:
تشير “الإيرادات” إلى الدخل الذي يتلقاه الشركات والمؤسسات الربحية والمنظمات الأخرى كنتيجة لأنشطتها التجارية أو العمليات التي تقوم بها.
2- الإيرادات العامة:
تشير “الإيرادات العامة” إلى جميع الأموال التي تجنيها الحكومة من مصادر متنوعة، وتشمل هذه المصادر الضرائب، والرسوم، والعوائد من الاستثمارات، وغيرها، حيث تختلف حسب نوع ومصدر الدخل.
مصادر الإيرادات
تختلف مصادر الإيرادات بناءً على نوع الإيرادات وطبيعة الشركات. يمكن أن تأتي مصادر الإيرادات للشركات من الطرق التالية:
المبيعات .
تعتبر عائدات بيع البضائع أو السلع مصدرًا أساسيًا للإيرادات، حيث تمثل مدفوعات يقدمها العميل مرة واحدة عن السلع أو الخدمات التي يقدمها الشركة.
تقديم الخدمات .
تعتبر عائدات تقديم خدمة معينة مصدرًا رئيسيًا آخر للإيرادات للعديد من الشركات، حيث يتم تقدير تكلفة هذه الخدمات استنادًا إلى الزمن أو قيمة الخدمة المقدمة. تشمل هذه الخدمات خدمات الاستشارات، وخدمات التوصيل، وغيرها من الخدمات الأخرى.
إيرادات الفوائد .
تصنف كإيرادات غير تشغيلية، وتأتي من الاستثمارات أو من حساب مالي يتبع للشركة.
توزيع الأرباح .
عندما تمتلك الشركة أسهمًا في شركة أخرى، فإن العوائد التي تحققها من هذه الأسهم يعتبر إيرادًا غير تشغيليًا.
للمزيد عن الإيرادات يمكنك متابعة المقال التالي : دليل شامل لإدارة الإيرادات والمصروفات .
مصادر الإيرادات العامة .
الضرائب الفردية .
بينما لا تفرض كل الحكومات نظام الضريبة الفردية، إلا أنها تعد في بعض البلدان مصدرًا رئيسيًا للإيرادات التشغيلية للدولة،
حيث تعتمد الحكومات عليها بشكل أساسي لتمويل العديد من البرامج والخدمات العامة.
الضرائب التي تفرضها الحكومة على الشركات .
تعد مصدرًا أساسيًا للإيرادات العامة، وتصنف كإيراد تشغيلي هام.
ضريبة التأمين الإجتماعي .
تعتبر هذه الضريبة مصدرًا آخر للإيرادات العامة، حيث يتم خصمها من الراتب كمقابل للضمان الاجتماعي.
كيف يتم تحصيل الإيرادات .
يتم تحصيل الإيرادات العامة بإحدى الطرق التالية:
1- التحصيل المباشر .
يشمل هذا النوع من التحصيل جمع الأموال نقدًا، حيث تحصل الشركة أو الدولة مباشرة عند استلام السلعة أو الخدمة المباعة.
2- التحصيل الغير مباشر .
يتم عن طريق الشيكات غير المصدقة.
3– الاستقطاع من المنبع أو من بنود مصروفات الميزانية .
يشير هذا النوع من التحصيل إلى خصم المبالغ مباشرة من المنبع أو من بنود مصروفات الميزانية.
أمثلة على طريقة التحصيل بالاستقطاع .
- استقطاع الأموال من موردي الخدمات أو المقاولين كغرامة؛ حيث يتم خصم مبلغ الغرامة من المستحقات الخاصة بهم.
- استقطاع الأموال من رواتب الموظفين عن مبالغ تم صرفها مسبقاً.
- استقطاع الأموال من مستحقات الموظفين مقابل خصم مبلغ من الراتب.
المصروفات .
النفقات أو المصروفات هي مجموع المبالغ التي ينفقها الشركة لتحقيق الإيرادات، ويعتبرون أساسيين لعملية تشغيل الشركة، حيث يطلق عليهما مثلًا شائعًا يقول: “كسب المال يتطلب إنفاقه”.
تشمل النفقات أجور الموظفين، والضرائب، وتكاليف البضائع أو السلع، بالإضافة إلى أي مبالغ تدفع لعمليات التوريد والشحن، وأيضًا تكاليف الإيجارات والمعدات، وغيرها من التكاليف الأخرى.
ملاحظة: تمامًا مثل وجود فريق متخصص في زيادة المبيعات وتعظيم الأرباح، يوجد فريق آخر مهمته الرئيسية التحكم في حجم النفقات والعمل على تقليصها.
كيفية تسجيل النفقات .
تقسم الشركات الإيرادات والنفقات في بيان الدخل الخاص بها، ويتم تسجيل النفقات بطريقتين مختلفتين: إما احتسابها على أساس النقد أو احتسابها على أساس الاستحقاق.
مثال: إذا قررت الشركة تعطير مكان العمل، ستسجل الشركة التي تحتسب نفقاتها على أساس النقد هذه النفقة فور صدور فاتورة شراء المعطر، بينما ستسجل الشركة التي تتبع تسجيل النفقات بناءً على أساس الاستحقاق هذه النفقة عندما يتم تعطير المكان فعليًا.
ملخص أسس تسجيل النفقات .
تسجل النفقات على أساس النقد عند استلام فاتورة دفع النفقة، بينما يسجل النفقات على أساس الاستحقاق عند تلقي الخدمة التي تم دفع تكلفتها.
هي أنواع متعددة للنفقات، ويمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين:
المصروفات التشغيلية
تشمل جملة النفقات المتعلقة بالأنشطة الأساسية للشركة، والتي تعد أساسية لتحقيق الأرباح والإيرادات. تشمل هذه المصروفات تكاليف السلع أو البضائع المباعة، وأجور الموظفين، والرسوم الإدارية، وتكاليف الإيجار، واللوازم المكتبية، ونفقات النقل، وغيرها. تعتبر هذه المصروفات جزءاً لا يتجزأ من عملية البيع وتحقيق الأرباح للشركة.
تخصم المصروفات التشغيلية من الإيرادات للوصول إلى الربح التشغيلي الصافي، الذي يمثل الربح الناتج من الأنشطة التجارية الأساسية للشركة.
من الضروري أن تدير الشركات مصروفاتها التشغيلية بحكمة، خاصةً وأنها تشكل النسبة الأكبر من النفقات. يجب السعي لتقليل هذه المصروفات إلى الحد الأدنى الممكن، ولكن بدون المساس بجودة الخدمات أو المنتجات المقدمة. إن التوازن بين تقليل المصروفات وتحقيق الإنتاجية هو مفتاح نجاح الشركة.
المصروفات غير التشغيلية
هي تلك المصروفات التي لا ترتبط بالعمليات التشغيلية اليومية للشركة. تشمل هذه المصروفات الأمور غير المعتادة والتي عادةً ما تكون في حجم صغير نسبيًا مقارنة بالمصروفات التشغيلية.
من الأمثلة على المصروفات غير التشغيلية
تكاليف الفائدة، بعض أنواع الديون، والغرامات.
يقوم المحاسبون بفصل المصروفات غير التشغيلية عن المصروفات التشغيلية لتحديد الأرباح التشغيلية الصافية للشركة.
يجدر بالذكر أن ليست كل المصروفات تحسب، بل هناك بعض المصروفات الغير اعتيادية والتي لا ترتبط بالصناعة عمومًا ولا تُحسب.
مثال على ذلك هو المصروفات الشخصية لأصحاب العمل، فهي لا ترتبط بالعمليات التشغيلية أو غير التشغيلية للشركة.
النفقات العامة .
تمثل الإنفاق الذي تقوم به الحكومة بغرض تحسين الظروف المجتمعية وتلبية احتياجات المواطنين في مختلف القطاعات. يتم توجيه معظم هذه النفقات نحو تطوير القطاع الصحي، وتوفير التأمين على حياة المواطنين، وتحسين وسائل النقل العامة، ودعم الصناعات والشركات الناشئة، بالإضافة إلى النفقات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الداخلية والخارجية للدولة.
باختصار، تمثل النفقات العامة مجموع الأموال التي تصرفها الحكومة لتحسين وضعها الاقتصادي والاجتماعي على المدى القصير والبعيد.
أنواع النفقات العامة يمكن تلخيصها كما يلي:
- النفقات الجارية.
تشمل هذه النفقات النفقات التي يتم إنفاقها على الجوانب الضرورية لسير الإدارة الحكومية، مثل الرواتب والأجور والتعويضات، فواتير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والهاتف، وغيرها. تستخدم هذه النفقات لضمان استمرارية وفعالية عمل الحكومة.
- النفقات الاستثمارية .
تخصص هذه النفقات لتحقيق زيادة في الممتلكات العامة أو الموجودات الثابتة للمجتمع، مثل بناء المصانع أو تحسين البنية التحتية للمدن.
- النفقات التحويلية .
تشمل هذه النفقات الإنفاق على الأفراد أو الجماعات في المجتمع لتحقيق التوازن الاقتصادي أو الاجتماعي. تشمل هذه الفئة من النفقات دعم السلع الأساسية مثل الخبز أو الغاز، وسداد الديون العامة، وتوجيه مساعدات مالية مباشرة للأفراد أو الجماعات المحتاجة.
ما هي أهمية النفقات العامة .
النفقات العامة لها أهمية كبيرة في السياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدول والمجتمعات، وذلك لعدة أسباب من بينها .
- الإنتاج والدخل القومي .
تعزز النفقات العامة قدرة الاقتصاد القومي على الإنتاج عن طريق تطوير عوامل الإنتاج وتعزيز التحفيزات الاقتصادية. ينتج عن زيادة الإنتاجية زيادة في الإيرادات العامة، مما يسهم في رفع مستوى الدخل القومي.
- محاربة البطالة .
تخلق النفقات العامة فرص عمل من خلال تمويل المشاريع العامة والتطوير البنية التحتية، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتحسين الاستقرار الاقتصادي للفرد والمجتمع.
- ارتقاء مستوى الدولة .
تساهم النفقات العامة في رفع مستوى الدولة من خلال تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والنقل، مما يسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- عدم ارتفاع الأسعار .
يساهم الإنفاق العام في المحافظة على استقرار الأسعار من خلال دعم الإنتاج وتحفيز الطلب في الاقتصاد، مما يقلل من تأثير التضخم ويساهم في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
يساعدك ديكسيف في ضبط الإيرادات والنفقات عبرعدة طرق .
- تسجيل العمليات المالية: يساعدك ديكسيف المحاسبة على تسجيل جميع العمليات المالية التي تتعلق بالإيرادات والنفقات، سواء كانت تشغيلية أو غير تشغيلية، مما يضمن عدم تفويت أي تفاصيل مالية مهمة.
- تحليل البيانات: يمكنك استخدام بيانات ديكسيف المحاسبة لتحليل الإيرادات والنفقات وفهم أداء الشركة المالي بشكل أفضل، مما يمكنك من تحديد المصادر التي تسهم في زيادة الأرباح وتحديد المصادر التي تستهلك موارد الشركة بدون فائدة كبيرة.
- إصدار التقارير: يوفر ديكسيف المحاسبة إمكانية إصدار تقارير مالية مفصلة عن الإيرادات والنفقات، مما يمكنك من متابعة الأداء المالي للشركة واتخاذ القرارات الاقتصادية بناءً على التحليل الدقيق للبيانات.
- التخطيط المستقبلي: باستخدام البيانات الموجودة في ديكسيف المحاسبة، يمكنك تحديد الاتجاهات المالية المستقبلية للشركة ووضع استراتيجيات لزيادة الإيرادات وتحديد المصادر الأكثر كفاءة للنفقات.
بهذه الطرق، يساعدك ديكسيف المحاسبة في ضبط الإيرادات والنفقات وتحسين أداء الشركة المالي بشكل عام.
وسوف نختم حديثنا
في الختام، تبرز أهمية فهم وإدارة الإيرادات والمصروفات كعناصر أساسية في نجاح أي منظمة أو مؤسسة، سواء كانت تجارية أو غير ربحية.
فهم هذه العناصر يساعد على تحقيق التوازن المالي والاستدامة، ويمكن أن يسهم في تحقيق الأهداف المحددة وتحقيق النمو والازدهار.
بفحص الإيرادات والمصروفات بشكل شامل، يمكن للمؤسسات تحديد مصادر الدخل الرئيسية وتوجيه الاستثمارات بفعالية نحو المجالات ذات الأولوية، بالإضافة إلى تحديد النفقات الزائدة وتحسين الكفاءة المالية.
هناك أنواع متعددة من الإيرادات والمصروفات، وكل منها يتطلب معالجة مختلفة ومنهجية مختلفة.
يجب على المؤسسات توظيف الأساليب والأدوات المناسبة لجمع البيانات وتحليلها بشكل فعال لضمان فهم شامل ودقيق للوضع المالي للمنظمة.
من الواضح أن الإيرادات والمصروفات تشكل العمود الفقري لإدارة الأعمال واتخاذ القرارات المالية السليمة.
لذلك، يجب على القادة والمديرين أن يكرسوا جهودًا كبيرة لتحليل هذه العناصر بعناية واتخاذ القرارات الاستراتيجية بناءً على البيانات والمعلومات المالية المتاحة.
بالتالي، يمكن تعزيز الاستدامة المالية وتحقيق النجاح على المدى الطويل للمؤسسة.