من المستحيل الاستغناء عن قسم المحاسبة في أي شركة أو مؤسسة، فهي جزء حيوي لكافة الأعمال والقطاعات،
فبينما قد تكتفي المؤسسات الصغيرة بتعيين محاسب لإدارة النشاطات المالية،
فإن الشركات الكبيرة غالبا ما تحرص على تشكيل قسم مالي كبير يضم عشرات الموظفين من أجل إعداد التقارير المالية بواسطة أنواع محاسبية مختلفة،
مثل محاسبة التكاليف والمحاسبة الإدارية التي تساعد الإدارة ورجال الأعمال على اتخاذ القرارات السليمة.
ويحتاج المحاسب للكثير من التركيز والكفاءة للتعامل مع آلاف المعاملات والبيانات المالية للشركة،
قبل أن يتمكن من إنتاج تقارير مختصرة تتضمن أمورا هامة مثل العمليات التشغيلية والميزانية العمومية والتدفق النقدي خلال فترة معينة،
ولهذا فإن من الضروري أن يتلقى المحاسب الدراسة الأكاديمية والمعرفة اللازمة بالإضافة إلى بضعة سنوات من الخبرة العملية في العمل كمحاسب في سوق العمل.
ماهي المحاسبة؟
المحاسبة هي عملية تسجيل وتحليل وتفسير وتقديم المعلومات المالية للأفراد والشركات والمؤسسات الأخرى،
تهدف المحاسبة إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول الأنشطة المالية والاقتصادية للكيانات،
وتساعد في اتخاذ القرارات المالية الصحيحة.
ماهي أنواع المحاسبة؟
تتمحور معظم عمليات المحاسبة حول تتبع معاملات معينة أو العمل مع مجموعات محددة من البيانات،
ولهذا يمكن تصنيف غالبية المحاسبين في عدد قليل من الفئات العامة، وهي
المحاسبة المالية:
وتعني إعداد البيانات المالية مثل التقارير الربع سنوية والسنوية،
وتهدف إلى توفير معلومات كافية عن المعاملات المالية التي تحدث خلال فترة زمنية معينة،
وذلك باتباع طرق مختلفة منها الميزانية العمومية وبيانات التدفق النقدي وغيرها،
وغالبا ما تلجأ الشركات والمؤسسات الكبرى إلى مكاتب محاسبة عامة ومعتمدة CPA من أجل مراجعة البيانات المالية لأعمالها مرة واحدة في السنة ،
حيث ترغب الجهات المقرضة كالبنوك وشركات التأمين في رؤية نتائج التدقيق الخارجي للطرف الآخر مرة واحدة على الأقل في السنة،
ولهذا فإن معظم الشركات تجري عمليات التدقيق المالي كل عام.
المحاسبة الإدارية:
تقوم المحاسبة المالية والمحاسبة الإدارية على استخدام نفس البيانات،
إلا أن كل واحد منهما يتعامل مع تلك البيانات بشكل مختلف، ففي المحاسبة الإدارية .
على سبيل المثال يقوم المحاسب بإعداد تقارير شهرية أو ربع سنوية يمكن للشركة استخدامها لاتخاذ القرارات الهامة في كيفية إدارة الأعمال وتقييم الأداء،
وذلك يعني أن المحاسبة الإدارية أكثر تفصيلا من المحاسبة المالية كما تتضمن المحاسبة الإدارية الكثير من الجوانب الأخرى.
مثل إعداد الميزانية والتوقعات المستقبلية واستخدام مختلف الأدوات لتحليل الشئون المالية،
وبشكل عام فإن الهدف الرئيسي من المحاسبة الإدارية هو توفير معلومات مفيدة للإدارة.
محاسبة التكاليف:
هي الطريقة المحاسبية لضمان فاعلية التكلفة من خلال تقييم وتنظيم وتسجيل وحساب وتحليل وتقييم النفقات الاجمالية علي منتج او عملية او مشروع.
وهي تستخدم ف الغالب في الوحدات الصناعية او المصانع حيث يتم تصنيع البضائع ومن اهداف محاسبة التكاليف القضاء على الثغرات في عملية الإنتاج .
وتضمن تصنيع المنتجات بأقل تكلفة ممكنة ومن أهدافها أيضا التحكم ف التكلفة وخفضها وتحديد سعر البيع والتأكد من المخزون الختامي .
وضمان الربح من المشروع والموازنة وتحديد معايير الأداء وتوسيع الاعمال وتقليل الفاقد وتحسين الكفاءة.
المحاسبة الضريبية:
ببساطة هي الطرق المحاسبية المعنية بالأمور الضريبية دون غيرها، مبتعدة عن عموم الاهتمامات العامة المتعلقة بالمحاسبة المالية،
وتحتكم المحاسبة الضريبية لبعض المبادئ وبالطبع لمعايير المحاسبة الدولية،
والتي تنظم بدورها المعايير التي يجب أن يتبعها الأفراد والشركات لضبط معاملاتهم الضريبية ولتقديم الإقرارات الضريبية كما ينبغي لها،
كما يوجد أنواع للمحاسبة الضريبية وهي:
المحاسبة الضريبية لأفراد:
وتتعلق بإجمالي دخل الفرد الواحد من الراتب والممتلكات الشخصية،
ونقصد بالأفراد أنها تتعلق بالدخل الشخصي والفرد فعلا،
ولا يخضع لها أرباح شركته مثلا،
حيث تعتبر الشركة كيان مستقل عن صاحبها وتتبع المحاسبة الضريبية للشركات لكونها شخصية اعتبارية،
ويتم التزام الفرد بتقديم إقرار ضريبي بسيط، يمكنه حصره وإعداده بنفسه دون تعقيدات قانونية أو محاسبية.
المحاسبة الضريبية للشركات:
كل شركة تقريبا خاضعة للضرائب،
باختلاف نوعية الضريبة بحسب الدولة والنشاط التجاري،
وتحتاج الشركة إلى بعض الخبرة القانونية من خلال المحاسبة القانونية والخبرة الإدارية والخبرات الضريبية .
من اجل اعداد تقرير ضريبي سليم ولتجنب الوقوع في التهرب الضريبي وما يترتب عليه من عقوبات.
المحاسبة الضريبية للمؤسسات المعفاة ضريبيا:
رغم أن المؤسسات المعفاة ضريبيا لا تدفع الضرائب،
ولكن الدولة تهتم بمراقبة الأرباح حتى وإن كانت لن تخصم نسبة من هذه الأموال فالمحاسبة الضريبية ليست جزءا من محاسبة الشركات وفقط إنما حتى الجهات الحكومية تخضع لها،
وفي بعض الحالات قد تتحمل الدولة دفع ضرائب المؤسسات المعفاة بدلا منها باعتبارها خدمات تقدمها الدولة بمساهمتها بالجانب الضريبي.
وفي الختام، يمكن القول إن المحاسبة هي عملية حيوية وضرورية في أي منظمة أو شركة،
حيث تساهم في توفير المعلومات المالية الدقيقة والموثوقة التي تساعد على اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتخطيط المالي الفعال،
بفضل المحاسبة، يتم تحليل وتقييم الأداء المالي وترصد العمليات المالية بشكل منتظم،
مما يساهم في تحقيق الشفافية والنزاهة في إدارة الموارد المالية،
بالإضافة إلى ذلك، تسهم المحاسبة في تلبية متطلبات الجهات الخارجية مثل الحكومة والمستثمرين والموردين والعملاء،
وبالتالي تعزز الثقة والمصداقية في العلاقات التجارية، لذا، يجب على كل منظمة أن تولي اهتماما كبيرا للمحاسبة وتطوير نظام محاسبي قوي يضمن دقة وشفافية المعلومات المالية.