تكلفة الفرصة البديلة هي القيمة التي تتخلى عنها الشركة عند اختيار خيار واحد على آخر، سواء كانت الخسارة نقدية أو إنتاجية أو فى الكفاءة.
وعندما تقرر الشركة تخصيص الموارد لنشاط أو منطقة واحدة فإنها تقرر أيضا عدم متابعة نشاط منافس تعد تكلفة الفرصة البديلة حسابا مهما بشكل خاص للشركات الصغيرة، والتي بحكم تعريفها لديها موارد وأموال محدودة أكثر من نظيراتها الأكبر حجما.
وهو ينطبق على تقييم القرار الذي من المحتمل أن يوفر أكبر عائد على استثماراتهم وبأقل المخاطر مما يساعد المديرين على اتخاذ قرارات أفضل.
توضيح تكلفة الفرصة :
يتم تحمل تكلفة الفرصة البديلة عندما تختار الشركة خيارا واحدا على الآخر.
على سبيل المثال : لنفترض أن شركة التجارة الإلكترونية قامت حتى الآن بشحن منتجاتها مباشرة إلى العملاء، الآن ارتفع حجم المبيعات إلى الحد الذي أصبح فيه الوقت المستغرق للتعامل مع الشحن غير قابل للإدارة.
ونتيجة لذلك تفكر الشركة جديا في الاستعانة بمصادر خارجية لهذه الوظيفة لمزود لوجستي تابع لجهة خارجية، ومن المؤكد أن هذا الأخير سيكلف أكثر، ولكن الوقت الذي يتم توفيره له أيضا قيمة من خلال القضاء على مشاركة الموظفين.
وبدلا من ذلك، فيمكن لهؤلاء العمال التركيز على تطوير منتجات جديدة والتي يمكن أن تؤدي، على المدى الطويل إلى تدفقات إيرادات جديدة.
كيفية حساب تكلفة الفرصة البديلة !
يتم حساب تكلفة الفرصة البديلة كجزء من عملية تحليل التكلفة والعائد، والتي تستخدمها الشركات لتقييم الأولويات المتنافسة ودعم اتخاذ القرار.
والجانب الأكثر استهلاكا للوقت في حساب تكلفة الفرصة البديلة هو جمع المدخلات المختلفة اللازمة لقياس العوائد المحتملة إذا لم يستخدموا البرامج لتسجيل بياناتهم المالية.
ولكن بمجرد أن تصبح هذه المعلومات في متناول اليد تصبح العملية الحسابية مجرد مسألة خصم:
تكلفة الفرصة البديلة = العائد على الخيار الذي لم يتم اختياره – العائد على الخيار الذي تم اختياره
كمثال بسيط : إذا كانت أعمال التجارة الإلكترونية المتنامية المذكورة سابقا تقرر ما إذا كانت ستستأجر مستودعا قريبا مساحته 5000 متر مربع مقابل 6000 جنيه شهريا مقابل نفس المنشأة بالحجم على بعد 20 كم مقابل 5000 جنيه شهريا.
فإن تكلفة الفرصة البديلة لاختيار المزيد سيكون الخيار الباهظ الثمن هو 1000 جنيه شهريا.
وهذا فقط للمساحة وحدها لكن تكاليف الفرصة البديلة تأتي أيضا في شكل الوقت الذي يتم قضاؤه في الانتقال إلى الموقع الأبعد، والأموال التي يتم إنفاقها على البنزين واستهلاك المركبات.
و مع مرور الوقت قد يكون القرار الذي يبدو أكثر تكلفة أقل تكلفة على الإطلاق.
ما هي تكلفة الفرصة التي تقرها الشركات ؟
يمثل كل قرار تجاري الفوائد المكتسبة والمفقودة، ومن خلال فهم ما يتم التخلي عنه، ومن خلال عدم اختيار خيار معين، يمكن للشركة أن تقارن بشكل أفضل القيمة – أي تكلفة الفرصة البديلة – لقرار واحد على الآخر.
فعلى سبيل المثال يمكن النظر إلى قرار شراء مركبة إنشاءات جديدة، على أنه مقارنة بين ما ستكسبه الشركة من خلال شراء مركبة واحدة – مثل القدرة على بدء مشروع جديد أثناء استمرار مشروع آخر – مقابل ما سيكلفه عدم الشراء أحدهما مثل عدم القدرة على تولي هذا المشروع الجديد والتخلي عن الربح الناتج عنه.
وتوضح تكلفة الفرصة البديلة للشركة، بما ستفقده من خلال عدم تحديد خيار أو على العكس من ذلك،
انواع تكلفة الفرصة البديلة :
تكلفة الفرصة البديلة هي مجموع نوعين محددين من التكاليف: الصريحة والضمنية حيث يتم حساب الأول بسهولة أكبر من حساب الأخير.
التكاليف الصريحة :
التكاليف الصريحة وهى التي يشار إليها أيضا بالتكاليف المحاسبية والمصروفات الصريحة، فهي مصروفات تجارية نموذجية تتحملها الشركة وتسجلها في دفتر الأستاذ العام الخاص بها.
فلديهم مبلغ فعلي وملموس بالجنيه ويؤثر بشكل مباشر على التدفق النقدي والأرباح.
وتشمل أمثلة التكاليف الصريحة مصروفات الأعمال النموذجية التي يمكن الحصول عليها بسرعة من نظام تخطيط موارد المؤسسة (ERP) الذي يقوم بمركزية البيانات مثل الإيجار وكشوف المرتبات والمعدات والمرافق والإعلانات من أجزاء مختلفة من العمل.
التكاليف الضمنية :
وهى على عكس التكاليف الصريحة، فلا تحتوي التكاليف الضمنية عادة على قيمة نقدية ثابتة، فيمكن للشركة تتبعها بل إنها تعكس التكاليف غير المباشرة وغير الملموسة الناجمة عن استخدام الأصول والموارد المملوكة.
بالفعل لا يتم تسجيل التكاليف الضمنية – والتي يشار إليها أيضا بالتكاليف الضمنية أو المحسوبة أو الافتراضية – للأغراض المحاسبية وتعكس خسارة في الدخل وليس الربح.
فعلى سبيل المثال الوقت الذي يقضيه أحد أعضاء فريق المشتريات في البحث ومقارنة مركبات البناء المختلفة يعد تكلفة ضمنية؛ فالتكلفة الصريحة هي سعر شراء السيارة.
وتعتبر التكاليف الضمنية تكلفة فرصة في حد ذاتها، إذ يمثل الوقت الذي يقضيه موظف المشتريات المكلف بتقييم مركبات البناء خسارة لما كان من الممكن أن يعمل عليه هذا الشخص بطريقة أخرى.
تكلفة الفرصة والأرباح :
وفي نهاية المطاف يمكن تعريف تكلفة الفرصة البديلة على أنها أرباح محققة أو ضائعة نتيجة لقرار تجاري.
كما أن هناك نوعين من التكاليف هناك أيضا نوعان من الربح : الربح المحاسبي والربح الاقتصادي.
الربح المحاسبي :
الربح المحاسبي هو صافي دخل الشركة والمعروف أيضا باسم النتيجة النهائية، لأنه يمكن العثور عليه في نهاية بيان الدخل.
فيتم حساب الربح المحاسبي عن طريق خصم إجمالي التكاليف الصريحة للشركة من إجمالي الإيرادات مما يكشف عن مدى جودة أداء الشركة ماليا، وينظر المستثمرون والمقرضون أيضا إلى الربح المحاسبي للمساعدة في تحديد ما إذا كانوا يريدون العمل مع الشركة أم لا.
الربح الاقتصادي:
الربح الاقتصادي يساوي إجمالي الإيرادات مخصوماً منه التكاليف الصريحة والضمنية.
فلا تتفاجأ إذا كان الأمر مختلفا تماما عن الربح المحاسبي، لكن ضع في اعتبارك أيضا أن الربح الاقتصادي هو أمر نظري بطبيعته لأنه يمثل تكاليف الفرصة البديلة أي قيمة الإجراءات التي لم يتم اتخاذها، ويعكس الربح الاقتصادي مدى كفاءة عمل الشركة وتخصيص مواردها.
أمثلة على تكلفة الفرصة:
هناك العديد من الأمثلة على تكاليف الفرصة البديلة بقدر ما يتم اتخاذ القرارات، وحتى القرار بعدم اتخاذ القرار هو قرار.
لكن لكل قرار قيمة مرتبطة بالمسار الذي لم يسلكه.
وفيما يلي بعض الأمثلة :
قررت إحدى الشركات إنفاق 50 ألف لإطلاق منتج جديد، وتكلفة الفرصة البديلة هي قيمة الـ 50.000 التي لا يمكن إنفاقها في مكان آخر.
ويفكر أحد الموظفين في العودة إلى الجامعة بدوام كامل للحصول على درجة الماجستير، فتكلفة الفرصة البديلة لهذا القرار هي الراتب الذي لن يحصل عليه لمدة عامين.
ويناقش المستثمر ما إذا كان سيبيع ما قيمته 8000 من الأسهم في الشركة، ومن المتوقع أن يرتفع سعر السهم خلال ثلاثة أشهر، لكنهم بحاجة إلى المال الآن لدفع دفعة أولى لاستئجار مساحة مكتبية، وفي هذا المثال ، لا يمكن تحديد تكلفة الفرصة البديلة إلا بعد ثلاثة أشهر، عندما يمكن خصم الفرق بين سعر السهم الجديد من سعره الحالي.
لاحظت إحدى الشركات تباطؤ مبيعات منتج رائج البيع ولا يزال لديه ما قيمته 10,000 قطعة متبقية في المخزون، وتبلغ قيمة التكلفة الدفترية السنوية للاحتفاظ بالمخزون 20٪ من قيمة المنتجات، أو 2,000، فتدرس الشركة خصم المنتجات بنسبة 15%، مما يؤدي إلى خسارة إيرادات بقيمة 1,500 في محاولة لبيع الباقي وتصفية المخزون وتوفير تكاليف التحميل.
فتمتلك الشركة فائضا قدره 500,000 فيمكنها استخدامه لترقية مصنعها أو الاستثمار في سوق الأوراق المالية.
وإذا كانت تتوقع أن يحصل التجديدات عائدا بنسبة 9٪ في السنة الأولى وأن يحصل الاستثمار على 12٪ لنفس الفترة الزمنية، فإن تكلفة الفرصة البديلة للذهاب مع الخيار الأول هي 3٪، وسيكون الاستثمار في الأسهم هو الخيار الأفضل لأن العائد من المتوقع أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
الأسئلة الشائعة حول تكلفة الفرصة البديلة :
ما هي تكلفة الفرصة البديلة في الأعمال التجارية والمثال؟
تكلفة الفرصة البديلة هي قيمة الخيار الذي لم يتم اتخاذه عندما تتخذ الشركة قرارا، على سبيل المثال إذا كانت الشركة تقرر شراء جرارين جديدين فإن تكلفة الفرصة البديلة لعدم القيام بذلك ستكون الإيرادات والأرباح المحتملة المفقودة بسبب عدم القدرة على القيام بمشروع آخر.
ما هي تكلفة الفرصة البديلة؟
إن أي قرار تدرسه الشركة له تكلفة فرصة مرتبطة به، وإن فهم تكلفة الفرصة البديلة لعدم اختيار خيار واحد أو آخر يمكن أن يساعد الشركة على اتخاذ قرار أكثر استنارة.
ما هو الفرق بين تكلفة الفرصة البديلة والتكلفة الغارقة؟
التكلفة الغارقة هي الأموال التي أنفقتها الشركة بالفعل على شيء ما، وتكلفة الفرصة البديلة هي العائد المحتمل المفقود باختيار خيار واحد بدلا من الآخر.
لماذا تعتبر تكلفة الفرصة البديلة مهمة؟
تساعد تكلفة الفرصة البديلة الشركات على فهم العوامل العديدة التي يمكن أن تؤثر على أرباحها بشكل أفضل، ويتضمن ذلك قرار عدم تحديد خيار بديل.
متى يجب على الشركات ألا تستخدم تكلفة الفرصة البديلة؟
في قلب أي قرار يكمن خياران أو أكثر لذلك، فمن الحكمة دائما حساب تكلفة الفرصة البديلة قبل اتخاذ القرار.
